
رمضان 2025 في دولة الإمارات العربية المتحدة: توجيهات قانونية، والتزام الشركات، وأفضل الممارسات في عالم الأعمال
مرّة أخرى، نتقدّم بأطيب التهاني لعملائنا وشركائنا وكل أفراد المجتمع الإماراتي. نسأل الله أن يكون هذا الشهر الكريم مصدرًا للسلام والازدهار للجميع.
يشكِّل شهر رمضان فترة للتأمُّل والعطاء واحترام الثقافات، وفي الوقت نفسه يحمل في طيّاته مجموعة من الالتزامات القانونية والتنظيمية التي يتعيّن على الشركات التقيّد بها في دولة الإمارات العربية المتحدة. يهدف هذا الدليل إلى توضيح كيفية التعامل مع ساعات العمل المعدّلة، والوفاء بمتطلّبات الامتثال المؤسسي، وخلق بيئة عمل تحترم خصوصية هذا الشهر الكريم وتعزّز قيمه.
ساعات العمل المعدّلة والتوافق مع قانون العمل
القطاع الحكومي
- ساعات العمل: عادةً تعمل الجهات الحكومية الاتحادية من الساعة 9:00 صباحًا حتى 2:30 بعد الظهر من الاثنين إلى الخميس، ومن الساعة 9:00 صباحًا حتى 12:00 ظهرًا في يوم الجمعة.
- العمل عن بُعد: يمكن لنسبة تصل إلى 70% من الموظفين العمل عن بُعد أيام الجمعة، وذلك وفقًا لتوجيهات الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية (FAHR).
القطاع الخاص
- تقليص ساعات العمل: يستحق موظفو القطاع الخاص تقليل ساعات العمل الاعتيادية بساعتين يوميًا خلال شهر رمضان، وذلك وفقًا لوزارة الموارد البشرية والتوطين (MOHRE).
- ترتيبات مرنة: يمكن لأصحاب العمل إتاحة خيارات العمل المرن أو عن بُعد لمراعاة الموظفين الصائمين مع الحفاظ على كفاءة سير العمل.
لماذا يُعدّ هذا مهمًا؟
- عدم الالتزام بساعات العمل المحددة قد يتسبب في فرض غرامات أو عقوبات من قِبَل وزارة الموارد البشرية والتوطين.
- احترام أحكام العمل خلال رمضان يعكس صورة إيجابية للعلامة التجارية ويدعم الموظفين.
الامتثال المؤسسي وأفضل الممارسات
احترام أوقات العمل
- جدولة مرنة: يمكن اعتماد أوقات بداية متداخلة أو نوبات عمل دورية لتخفيف الضغط عن الموظفين الصائمين والحفاظ على الإنتاجية.
- بيئة العمل: توفير أماكن هادئة أو مساحات مخصّصة للراحة، لمن يرغب من الموظفين في أداء الصلاة أو الإفطار.
التواصل
- تحديث السياسات: من الضروري إصدار تعليمات واضحة حول ساعات العمل خلال رمضان، وسياسات فترات الاستراحة، وترتيبات العمل عن بُعد إن وجدت.
- ثقافة شاملة: تشجيع جميع الموظفين—سواء صائمين أم لا—على مراعاة زملائهم الذين يصومون خلال هذا الشهر.
لماذا يُعدّ هذا مهمًا؟
- بيئة العمل التي تحتضن الجميع تعزّز روح الاحترام وتقلل من احتمالية حدوث خلافات أو شكاوى.
- الشفافية في السياسات تضمن دراية الموظفين بحقوقهم وواجباتهم، مما يحدّ من مخالفات القوانين.
مراعاة الآداب العامة
على الرغم من أن رمضان شهر للعبادات والصيام لكثير من الأفراد، إلا أنه يحمل بعدًا قانونيًا أيضًا. ورغم أن تناول الطعام والشراب أو التدخين في الأماكن العامة خلال النهار ليس جريمة جنائية وفق القانون الإماراتي، إلا أن التصرّف بتحفّظ واحترام للعادات والتقاليد أمر شديد الأهمية.
نصائح مهمّة لأصحاب الأعمال والموظفين:
- مساحات مخصصة للطعام: على الشركات توفير أماكن خاصة لتناول الطعام أو الشراب للموظفين غير الصائمين، تخفيفًا لأي حرج قد يشعر به من يصوم.
- الالتزام بزي محتشم: يُفضّل ارتداء ملابس محتشمة، خاصةً لمن يتعاملون مع الجمهور أو الجهات الحكومية بصفة مستمرة.
نصائح خاصة لقطاع الأغذية والمشروبات والضيافة
تحمل قطاعات الطعام والشراب والضيافة اعتبارات إضافية خلال شهر رمضان:
- ساعات الخدمة: غالبًا لا يحتاج تقديم الطعام خلال النهار لترخيص خاص، ولكن يُنصح دائمًا بالتواصل مع الجهات المحلية للتأكد من التعليمات السارية.
- خصوصية العملاء: عند تقديم الخدمة لغير الصائمين، يُستحسن تخصيص مناطق لتناول الطعام بعيدًا عن أنظار الصائمين، مراعاةً لمشاعرهم.
- الترفيه: كثير من المؤسسات تقلّل أو توقف أنشطة الترفيه الحيّ مراعاةً للهيبة الدينية والثقافية للشهر الفضيل.
لماذا يُعدّ هذا مهمًا؟
- عدم الالتزام قد يعرّض المنشأة لانتقادات أو عقوبات من الجهات البلدية.
- اتباع نهج يحترم التقاليد والثقافة يرفع من سمعة المنشأة ويعزّز ولاء العملاء.
الغرامات المحتملة والتبعات القانونية
ترتبط لوائح شهر رمضان بمنظومة القوانين الأوسع في الإمارات؛ لذا قد تترتب على مخالفتها عقوبات وغرامات:
- مخالفة قوانين العمل: تجاهل تقليص ساعات العمل قد يؤدي إلى غرامات من وزارة الموارد البشرية والتوطين.
- جمع التبرعات أو التبرعات غير المصرح بها: بالرغم من تشجيع العطاء في رمضان، إلا أن الالتزام بالقوانين المنظمة أمر حتمي. فقد يعرّض جمع التبرعات بغير ترخيص المُخالف لفرض غرامات تتراوح بين 150,000 و300,000 درهم.
- سلوك غير لائق في الأماكن العامة: رغم أنه ليس جريمة جنائية في العادة، إلا أن أي تصرفات مزعجة أو غير محترمة خلال رمضان قد تترتب عليها غرامات أو عقوبات بحسب القوانين المحلية.
رمضان شهر روحاني، لكنه يتطلب أيضًا تعديل الممارسات التجارية بما ينسجم مع قوانين العمل في دولة الإمارات والأعراف الثقافية السائدة. ومن خلال ضبط ساعات العمل، ووضع سياسات موارد بشرية واضحة، والالتزام بالمظهر العام، تستطيع الشركات مواصلة أنشطتها بفاعلية مع احترام خصوصية هذه الفترة العظيمة.
في حال احتياج مؤسستكم لدعم قانوني مخصص في قضايا ساعات العمل أو الامتثال خلال شهر رمضان، يُسعدنا في مكتب سات للمحاماة أن نقدّم لكم الاستشارات الملائمة. نتمنى للجميع شهرًا مباركًا مليئًا بالسلام والإنتاجية.